سدس شهادة أو أقل

سدس شهادة أو أقل

 

ظهر بيننا فئة شكلّت فرقة تعزف على لحن التخصص الدقيق، وتزعم أنها سوف تقوّم المعوج وتسدُّ الخلل وتصلح الفاسد، وهي كلمة حق يراد بها باطل، وكم من كلمة حق تنفق الان في سوق الباطل، اذ لوكان صاحب هذه الدعوى صادقا، والذي قد يدفعه الهوس الى التنقيب عن التخصصات الدقيقة في ادراج الملفات، لو كان صادقا لبدأ بنفسه، ولو بدأ بنفسه لأسقط شهادته وكسر إطارها، إذ لو وزنت شهادته بميزان التخصص الدقيق، لوجد نفسه أمام مشرف من غير تخصصه ورئيس لجنة وأعضائها من غير تخصصه وقد لا يسلم له من الستة إلا الواحد، ولا يسلم له من الشهادة اذ ذاك الا سدسها أو أقل.

والعجيب في شأن هذه الفئة أنها إنما ترفع لافتة التخصص وتشهرها في وجه الاخرين فقط، أما إذا تعلق الامر بشأن من شؤونها ترى بعض منهم يسعى اليك وعلى رأسه طاقية المسكنة، ولسانه يجتر عسلا، ثم يرمونك بقوس التخصص الدقيق إذا تم مرادهم وقضيت حاجتهم.

فيا صاحب التخصص الدقيق ما شأنك وشأن العاملين، فلا دروسا باشرت، ولا إشرافا أحكمت، ولا تظاهرات أقمت، اعمل إن شئت ودع الناس تعمل، أو دعهم يعملون وإلزم الصمت، فالناس كانوا قبلك من العاملين، وهم بإذن الله باقون وعلى أعمالهم قائمون وفي سبيلهم ماضون، ولعلك عما قريب راحل، وما ضر السحاب نبح الكلاب.

مارس 3, 2020

الوسوم:, ,